تعد عملية تكميم المعدة (Sleeve gastrectomy) إحدى أشهر طرق معالجة السمنة تحت ظروف معينة، حيث يتضمن هذا النوع من الجراحة إزالة أو تصغير حجم المعدة، الأمر الذي يسهل عملية فقدان الوزن.

نساعدك في هذا الدليل الشامل من طيب على فهم ما تنطوي عليه عملية تكميم المعدة بالمنظار، بما في ذلك مخاطر عملية تكميم المعدة، النتائج، والمضاعفات المحتملة.

ما هي جراحة تكميم المعدة؟

تهدف عملية تكميم المعدة، أو كما تسمى بعملية قص المعدة، إلى إنقاص الوزن في المقام الأول، حيث يتم إجراء تكميم المعدة بالمنظار مع ضوء وكاميرا صغيرة متصلة به، والذي يتضمن إدخال أدوات دقيقة من خلال شقوق صغيرة متعددة في الجزء العلوي من البطن.

يستخدم الطبيب قبل إجراء العملية التخدير العام، وهو دواء يُدخل المريض في نوم عميق للغاية ويجعل الجسم محتاجاً إلى جهاز التنفس الصناعي.

تتطلب الجراحة تقسيم معدتك إلى قسمين غير متساويين، حيث يتم ثم إزالة حوالي 80٪ من الجزء الخارجي المنحني من معدتك، ثم يتم تدبيس أو خياطة حواف الـ 20 بالمائة المتبقية معاً، مما يترك المعدة على هيئة أنبوب بحجم الموزة تقريباً.

يؤدي تقليص حجم المعدة إلى الحد من كمية الطعام التي يمكنك تناولها، كما يساعد على تحفيز هرمونات حرق الدهون وفقدان الوزن، الأمر الذي بدوره يساهم في تخفيف الحالات المرضية المرتبطة بزيادة الوزن، مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب.

أسباب إجراء عملية تكميم المعدة

يتم إجراء قص المعدة لمساعدة المريض على فقدان الوزن الزائد وتقليل خطر الإصابة بمشكلات صحية تؤثر على حياة المريض، بما في ذلك:

• الأمراض القلبية
• ضغط الدم المرتفع
• زيادة نسبة الدهون
• توقف التنفس أثناء النوم
• داء السكري من النوع الثاني
• السكتة الدماغية
• السرطان
• العقم

تجدر الإشارة إلى أن عمليات تكميم المعدة تعد الخيار الأخير بعد محاولة إنقاص الوزن بواسطة تحسين نظامك الغذائي وممارسة الرياضة.

معايير إجراء عملية تكميم المعدة

بشكل عام، يمكن أن تكون عملية التكميم خياراً مناسباً لك في الحالات التالية:

• يجب أن تساوي قيمة مؤشر كتلة الجسم (BMI) 40 أو ما فوق (السمنة المفرطة).
• إن كان مؤشر كتلة جسمك يتراوح بين 35 و39.9 (مرض السمنة)، وتعاني من مشكلة صحية خطيرة مرتبطة بالوزن، مثل داء السكري من النوع الثاني، أو ارتفاع ضغط الدم، أو انقطاع النفس الشديد خلال النوم.
• في بعض الحالات الاستثنائية، قد تكون مؤهلاً لأنواع معينة من جراحات إنقاص الوزن إذا كان مؤشر كتلة الجسم لديك يتراوح بين 30 و34 وتعاني من مشاكل صحية خطيرة تتعلق بالوزن.

فضلاً عن ذلك، يجب أن تكون على استعداد لإجراء تغييرات دائمة في حياتك والالتزام بنمط الحياة الصحي، فقد يُطلب منك الحضور إلى جلسات متابعة طويلة الأجل تشمل مراقبة تغذيتك ونمط حياتك وسلوكك وحالتك الطبية.

مقارنة تكميم المعدة بأنواع أخرى من عمليات علاج السمنة

تعد عملية ربط المعدة بالمنظار (Lap-band) من أشهر الجراحات المتعلقة بمقاومة السمنة والتخلص منها، إلا أن شعبية هذه العملية بدأت تتلاشى شيئاً فشيئاً بسبب ارتفاع معدل المضاعفات طويلة المدى. في يومنا هذا، نادراً ما تقوم مراكز جراحة السمنة الكبيرة بإجراء عملية ربط المعدة قبل الاطلاع على البدائل الحديثة والمتقدمة في الطب.

أما عملية تحويل مسار المعدة، والتي يطلق عليها اسم جراحة المجازة المعدية بالمنظار، فهي من أبرز أنواع جراحات إنقاص الوزن التي تربط جزءاً من المعدة بالأمعاء الدقيقة مباشرةً ليتحول مسار المعدة وينتقل الطعام بسهولة إلى الأمعاء متجاوزاً معظم المعدة.

رغماً عما سبق ذكره، حلت عملية تكميم المعدة محل تحويل مسار المعدة باعتبارها أكثر جراحات السمنة نجاحاً في السنوات الأخيرة نظراً لبساطتها التقنية وقلة المضاعفات الخطرة فيها، ففي عام 2020 تم إجراء أكثر من 200 عملية تكميم المعدة في مستشفى الملك فهد المركزي بجازان.

من الناحية الفنية، تستغرق عملية التكميم عادةً 40 إلى 70 دقيقة، بينما تستغرق جراحة تحويل المسار ما يقارب ساعتين إلى ثلاثة حتى تكتمل. علاوةً على ذلك، لا يعاني مرضى عملية تكميم المعدة بالمنظار من سوء امتصاص الغذاء أو نقص الفيتامينات بعد العملية. 

كما ويتجنب من يرغب بإجراء عملية تكميم المعدة حدوث أي من المضاعفات التي قد تتسبب بها عملية تحويل مسار المعدة، مثل انسداد الأمعاء والتقرحات والفتق الداخلي.

كيف أستعد لعملية تكميم المعدة؟

إذا كنت تفكر في إجراء عملية تكميم المعدة، فمن المحتمل أن تحتاج إلى اختبارات مختلفة للتأكد من أن استئصال جزء من المعدة لا يؤثر سلباً على صحتك.

سينصحك طبيبك بأي تغييرات تحتاج إلى إجرائها على الأدوية ونظامك الغذائي في الأسابيع أو الأيام التي تسبق الجراحة، كما ستحتاج إلى التوقف عن الأكل والشرب في الليلة التي تسبق العملية.

ومن المرجح أن يطلب منك طبيبك اتباع حمية غذائية معتمدة على السوائل فحسب لمدة أسبوعين، وذلك للمساعدة على انكماش الكبد وتقلص حجمه، مما يُسهل الوصول إلى المعدة ويجعل العملية الجراحية أكثر أماناً ونجاحاً.

علاوةً عما تقدم، إن تناول الطعام الصحي وزيادة تناول البروتين وتجنب الكربوهيدرات المكررة مثل السكريات والدهون المشبعة يمد الجسم بالعناصر الغذائية المفيدة والفيتامينات والمعادن، الأمر الذي يهيئ جسم المريض على المعافاة السريعة بعد استئصال المعدة.

‍